ها نحن هؤلاء نستقبل شهر محرم الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي وأخواتي المؤمنين .. ها نحن هؤلاء نستقبل شهر محرم الحرام .. شهر العبادة والتقرب إلى الله بإحياء ذكر آل محمد (ص) .. وقد أحببت أن أشير إلى أمور تتعلق بالمناسبة فيها تذكير بالمحافظة على احترام التعزية والمواكب وحفظ لقدسية الخطب .. كما لا أخفي أن فيها تذكير لتوجيهات راحلنا الكبير الذي ما فتئ يوصينا بحفظ الشعائر الحسينية وصونها من أنفسنا - بأنفسنا وكل غال علينا - ومن عبث العابثين الطامعين في استغلالها لأي هدف وبأي توجيه ..
فيقول شيخنا في الحث على حضور المواكب في محاضرة بعنوان "الشعائر الحسينية" التي ألقاها قبل هلال المحرم، في 30 ذو الحجة 1418هـ المصادف 26/4/1998م:
"وبالنسبة للناس عموماً ينبغي أيضا الالتزام بقضايا الشريعة في المأتم. فينبغي إظهار الشعائر الحسينية و تأييدها, والحضور في مآتمها والتواجد فيها مهما أمكن. وأن يكون الإنسان قاصداً بذلك رضا الله سبحانه وتعالى، ولا يقصد بذلك عصبيةً لمكانٍ أو خطيب أو فكرةٍ أو غير ذلك. لأن هذا الشعار يقام من أجل الله سبحانه و تعالى، فينبغي أن يكون الحضور فيه والعمل فيه أيضاً من أجل الله سبحانه و تعالى. فالحضور الى المأتم عبادة بعد أن ندب إليه الأئمة عليهم السلام بقولهم : ( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا )."
وشهر المحرم يجمعنا في سفينة النجاة ويؤلف بين قلوب شيعة الحسين ومحبيه ، توحيد لصف المؤمنين ولمٌّ لشملهم..
يقول شيخنا (قده) في إحدى خطبه:
"عباد الله, هذه أيام عاشورا, أيّام الحسين عليه السلام قد أقبلت عليكم, فاجعلوها موسماً للتقرب فيها إلى الله سبحانه, أقيموا المآتم على الحسين(ع) كما فعلَ رسول الله (ص) واتخذوا هذا الإمام العظيم نبراسا تقتدون به, فتوحدون على حبه صفوفَكم, وتلمُّون تحت راية الإيمان بإمامته شتاتكم, ألم يقل فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أخيه الحسن عليهما السلام: "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا"، فاجمعوا بالاستماع إلى تأريخه ومصيبته كلمتكم, تنبّهوا إلى ما يحاول أعداؤكم أن يدسوه في مواكبكم من شِعاراتٍ لا علاقة لها بدعوة الإسلام, ولا علاقة لها بمصيبتكم في هذا الإمام, فلا تفسحوا لهم المجال, لا تسمحوا لهم أن يستغلوا مناسباتكم, ويشوهوا حقيقة معتقداتكم." الجمعة 30 ذي الحجة 1419هـ الموافق 16 نيسان 1999م
نعم، وبتعلقنا بحبل النجاة تقضى حاجاتنا، تتيسر أمورنا، يرفع عنا البلاء، وتتفتح لنا أبواب الرحمة والفلاح ..
"عباد الله توجهوا إلى الله في هذه الأيام بالدعاء لكشف محنتكم, وتقربوا إليه بإقامة التعازي والنياحة على أهل بيت نبيكم, وأخلصوا له سبحانه وتعالى في موالاة من افترض طاعته عليكم, وحافظوا على هذه الشعائر من كل ما لا يتناسب معها من المكروهات والمحرَّمات, فإن أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام, إنما أُريقت دماؤهم, واستُبيحت حرماتهم بسبب المحافظة على أوامر الله سبحانه, والإصرار على النصح لخلقه, فلا تجعلوا مواسم ذكراهم تتنافى ورسالتهم التي نذروا لها أنفسهم." الجمعة 3 محرم 1416 المصادف 2 حزيران 1995
كيف لا وشفاعة الزهراء موعدنا، وسقيا علي من الحوض معيننا، ورضا الرب سبيلنا ومآلنا لرحمته غايتنا..
"أيها الإخوان ...... وإن أردتم الفوز غداً والبشرى, وتحصيل السعادة الكبرى, والدخول في من تشفع لهم فاطمة الزهرا, فهذا شهر المحرم قد وافتكم أيامه بالأحزان, ورفع في أنديتكم أعلام بالأشجان, فاغسلوا فيه درن الذنوب والعصيان, بإقامة التعازي على الغريب العطشان, البعيد عن الأهل والأوطان, والمدفون بلا غسلٍ ولا أكفان, فإن البكاء عليه وإظهار ظلامته من أعظم القربات عند الملك الديان." الجمعة 2 محرم 1421هـ الموافق 7 نيسان 2000م
فهنيئا لزوار الحسين .. وهنيئا لخدام الحسين .. وهنيئا لمن سالت دموعه على خديه لمصيبة الحسين ..
"فيا من والى محمداً وآمن به لا تبخل عليهم بسح الدموع السجام, ولا تهجر زيارتهم إرضاءً للئام, فلو كشف لك الغطاء عما أُعد لك غداً عند الله من الجزاء, وما ستناله من العطاء, لجعلت العمر وقفاً على خدمتهم, وأفنيت الأيام في زيارتهم." الجمعة 9محرم 1421 الموافق 14 نيسان 2000م
وختاما نرفع أيدينا نتطلع إلى الرحمة
اللهم ارزقنا زيارة الحسين .. وأصحاب الحسين ..
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين ..
اللهم ثبتنا على ولاية الحسين ..
اللهم احشرنا في زمرة من والى الحسين ..
اللهم وارحم شيخنا الراحل واجزه خير جزاء الناصحين المحبين ..